تحذير!!

 الحقائق التي ستتعرّف عليها في هذه الصفحة تعتبر في غاية الأهمية لكل إنسان ٍ عاقل  يبحث لنفسه عن سعادة حقيقية ودائمة وعن مغزى وجوده على كوكب الأرض!

هل واجهتك بعض الأحاسيس التالية؟
- ملل كبير من الحياة
- قلق مستمر بالمستقبل
- خوف دائم من الموت
- عصبية زائدة مع الآخرين
- تشتت الأفكار والأهداف في الحياة

سنبدأ حديثنا الهام بسؤال بسيط ...

كيف تمّت عملية رؤيتك للأزهار الصفراء؟

حدث ذلك على مراحل متتالية , الحزمة الضوئية التي صدرت عن الأزهار الصفراء عبرت من خلال قزحية عينك لتنعكس على الشبكية في مؤخرة العين , ثم تحوّل الضوء الذي نقلته الخلايا العصبية إلى إشارات كهربائية تنتقل إلى نقطة صغيرة جداً تقع في مؤخرة المخ يُطلق عليها مركز الإبصار. يستقبل مركز الإبصار هذه الإشارات الكهربائية ويحوّلها بعد عدّة عمليات إلى صورة كاملة , أي أنّ عملية الرؤية تمت في هذه البقعة شديدة الصغر الموجودة في مؤخرة المخ , وهي بقعة مظلمة جداً لا ترى النّور أبداً !
 

كيف تتم بقية الحواس ؟

ما نتلقاه عن طريق عملية السمع واللمس والتذوق والشمّ ينتقل إلى المخ في شكل إشارات كهربائية , ويتم إدراكه في المركز الخاص بكل حاسية من هذه الحواس.

الأذن الخارجية تجمع الموجات الصوتية المحيطة بها وتوصلها إلى الأذن الوسطى , ثم تنقل الأذن الوسطى الذبذات الصوتية التي تلقتها إلى الأذن الداخلية , وتقوم الأذن الداخلية بتحويل هذه الذبذبات إلى إشارات كهربائية ثم ترسلها إلى المخ , تتم عملية السمع في مركز السمع بالمخ , مع أنه معزول عن مصدر الصوت الخارجي .

أما إدراكنا للروائح التي نستنشقها فهو يتحقق بنفس الطريقة , فالذرات المتطايرة من زهرةٍ ما تصل إلى المستقبلات التي تقع على الشعيرات الدقيقة متناهية الصّغر في منطقة تجويف الأنف , ثم يحدث لها ما يشبه التفاعل . هذا التفاعل ينتقل إلى المخ على شكل إشارات كهربائية , يتلقاها المخ على هيئة رائحة, وكما هو الحال بالنسبة إلى حاسة السمع والبصر , فإن الذرات المتطايرة لا تصل إلى المخ أبداً. أما الذي يصل إلى المخ فهو مجرد إشارات كهربائية.

 

 

عالم الإشارات الكهربائية

إنّ كل المعلومات التي نعرفها عن العالم الذي نعيش فيه تصل إلينا عن طريق حواسنا الخمس , فالعالم الذي نعرفه يتكون مما نراه بأعيننا , وما تلمسه أيدينا, وما تستنشقه أنوفنا , وتتذوقه ألسنتنا وتسمعه آذاننا.

هل المخ هو الذي يرى ويُدرك؟

لو قمنا بتحليل المخ , فسنجد أنه لا يوجد فيه سوى دهون وبروتينات , وهذه المكونات نفسها توجد في كثير من الأعضاء الحيّة الأخرى , أي أنه لا يوجد في قطعة اللحم التي نطلق عليها ”المخ“ ما يجعلنا نرى صوراً مختلفة , أو ما يُشكل لدينا الوعي , أو يوجـِد لدى كلٍ منا الكيان الذي نسميه ”أنا“ أو ”نفسي“.

 

 

 


كائن أرقى من المادة بكثير

لو فكرنا جيداً , هل كل ما نشاهده حولنا من صوّر , نراها داخل المخ؟ هل الذرات إذن هي التي ترى هذه الصوّر؟ وهي ذرات عمياء, صمّاء, لا وعي لها ولا ادراك ... ولماذا اكتسبت بعض الذرات هذه الخاصية ولم تكتسبها غيرها من الذرات؟ وهل كل ما نفعله من تفكير, وفهم وإدراك وتذكـّر وشعور بالسعادة أو الحزن يتكون من تفاعلات كهربائية ميكانيكية بين هذه الذرات؟

عندما نفكر في هذه الأسئلة نجد أنه من غير المُجدي أن نحاول البحث عن الإرادة في الذرات. فمن الواضح أن الكائن الذي يرى ويسمع ويشعر هو كائن أرقى من المادة بكثير. هذا الكائن هو كائن ”حيّ“ وليس مجرد مادة أو صورة لمادة. وهذا الكائن يربط بين المُدركات الحسيّة التي أمامه مستخدماً جسده المادي.

هل هذا الكائن الراقي هو الروح أم النفس؟ >>